العلم هو الانطلاقة إلى الله وهو الاطار الذي من خلاله نعرف الشريعة وبه يتحقق الأمن والأمان
بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف حاضر مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور مالك الشعار عن "الاسلام والعلم" وذلك بحضور مدير دائرة أوقاف طرابلس الشيخ عبد الرزاق اسلامبولي، رئيس مجلس أمناء الجامعة الأستاذ سالم يكن، رئيس جامعة الجنان الأستاذ الدكتور بسام بركة، نواب رئيس الجامعة والعمداء والأساتذة والاداريين والطلاب وضيوف وشخصيات دينية ومهتمين.
بداية رحب أمين سر مجلس الأمناء الشيخ حبيب عبد الغني بالحضور قائلا: "السلام على صاحب هذا الجمع الكريم، الطيب المبارك في هذا اليوم الأغر، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي علم الناس الخير وجمعنا على البر والتقوى، حيث يكتمل لقاؤنا بمن شرف الدار وهو من أهلها". فتلاوة عطرة من القرآن الكريم للطالب ابراهيم الصبرة.
ثم رحب عميد كلية الآداب والعلوم الانسانية الأستاذ الدكتور هاشم الأيوبي بالشيخ الشعار قائلا: "نحن اليوم أمام رجل يجمع الى علمه الديني الوافر اصراره على أن الاسلام دين علم وعمل. من هنا تأتي أهمية مثل هذا العالم الكبير الذي نفتخر به في لبنان، رمزا للانفتاح والأصالة في الوقت الذي تحارب فيه الأصالة ويحارب فيه الاسلام من خلال لصقه بالارهاب والتخلف. لذا، تأكيدا على ضرورة تمسكنا بركائز ديننا وأهمية علمنا يحدثنا اليوم الدكتور الشعار عن الاسلام والعلم".
ثم حاضر سماحة المفتي "الشعار" متناولا جوانب كثيرة ترتبط بأهمية العلم في الاسلام، مستشهدا بأحاديث وقصص نبوية شريفة. فتحدث بداية عن أهمية العلم قائلا: "العلم بحر لا نهاية له وعمق لا يعرف آخره الا الله، فهو نقطة الانطلاق إلى الله عز وجل حيث أنه الإطار الذي يجعلنا نعرف مقاصد الشريعة ورسالة الحق فبدونه تتحقق التهلكة وبه يتحقق الأمن والأمان". وأضاف: "نحن لا نتعلم العلم لنباري به الآخرين وانما لندرك به مهمتنا ورسالتنا ونزداد من الله قربا ونعبر الحياة بعد ما تمتلئ قلوبنا خشية ويقينا ومعرفة وإجلالاً لله تبارك وتعالى".
كما ربط "الشعار" العلم بالعمل مؤكدا انه كلما تأصلت العلوم في حياتنا واستحوذت على مشاعرنا وعاطفتنا كلما دخلنا قلوب الآخرين واختصرنا المسافات بيننا وبين مجتمعنا وأمتنا، لذلك، نعيش اليوم كمّا كبيرا من الأزمات بالرغم من خطب الجمعة والمؤتمرات العلمية والمحاضرات والحلقات التثقيفية لأن الأثر قليل وهذا لا يعود الى المستمع وانما الى صفات المتحدث.
وفي هذا السياق ذكر سماحته عدداً من الآيات والأحاديث النبوية الشريفة التي تؤكد على أهمية العلم في حياة الانسان رابطاً بين قوله تعالى "... ولكن أكثرهم لا يعلمون" وبين قوله تعالى في الآية التالية "يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وعم عن الآخرة هم غافلون" فالله تعالى يؤتي كل انسان من العلم بقدر اجتهاده على تحصيل العلم والمعرفة وبقدر اجتهاده في طلب الآخرة ولم يغفل عنها.
كما ذكَر سماحته العلومَ المختلفة التي تعود نفعا على المجتمع مؤكد أن هذه العلوم تحتاج الى مناخ من طهارة النفس ومناخ من الإخلاص والتقوى وختم قائلا: "لا زلنا على الشاطئ لأن الحياة ستستمر وكلما استمرت اكتشف العلماء من العلوم سنن الله عز وجل، وتوجه "الشعار" بالتحية إلى جامعة الجنان داعياً بالمغفرة والرحمة لمن شيدها وبناها وجعلها منبر علم لكل طالب وطالبة.
وكانت المحاضرة قد استهلت بوصلة من الأناشيد والإبتهالات الدينية من وحي المناسبة كما اختتمت بمشاركات وأسئلة من الحضور عن العلاقة بين العلوم الشرعية وما يعرف بالعلوم الدنيوية صوب فيها المفتي "الشعار" الإتجاه بإعتبار العلوم كلها علوم شرعية فهي إما علوم يدلنا الشرع عليها أو أنها علوم تدلنا على شرع الله تعالى.
Follow us on