بدعوة من جمعية صفدي الثقافية، قدم عميد كلية الصحة في جامعة الجنان الدكتور غازي تدمري حلقة تثقيفية بعنوان: "تاريخ لبنان الوراثي وتداعياته على صحتنا"، في مركز الصفدي بطرابلس بحضور نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية الدكتورة عائشة يكن، وعمداء الكليات من جامعات شمالية، وطلاب ومهتمين.
ترحيب من المديرة العامة لجمعية صفدي الثقافية الدكتورة سميرة بغدادي، مُثنية على التجاوب مع البرنامج من قبل الجامعات الشمالية ثم قدمت الدكتور تدمري عارضة لنبذة عن سيرته العلمية والأكاديمية.
ابتدأ د. تدمري محاضرته قائلا: "ما سنتكلم عنه اليوم هو جزء من مشروع كبير بدأ مع أبحاث دراستي للدكتوراه منذ سنوات مروراَ بعملي في المركز العربي للدراسات البيئية في دبي وصولاَ إلى المشروع الحالي الذي نعمل عليه في قسم الصحة العامة الوراثية في برنامج الدراسات العليا التابعة لكلية الصحة في جامعة الجنان".
ثم شرح تدمري بعض الملامح الاساسية لآليات التوارث الجيني عارضا لكيفية استعمال هذا العلم في استنباط تاريخ الشعوب وتاريخ دخول البشرية الأول إلى لبنان وتأسيس حضارات ما قبل التاريخ يليها الحركات الكبرى للشعوب التي أثرَتْ المكوّن الوراثي للبنان خاصة في الفترات الفينيقية والصليبية والعثمانية. وأضاف: "لقد انتقل الاهتمام بالأمراض المعدية إلى الأمراض غير المعدية والتي كثيراَ ما ترتبط بعوامل جينية".
كما أشار إلى ارتفاع نسبة الاهتمام والأبحاث الدولية المنشورة حول الإضطرابات الجينية لدى اللبنانيين في الأعوام الأخيرة مما يستدعي البدء بجمع تلك البيانات وتوثيقها وتنظيمها لرسم خريطة توزّع الأمراض الجينية في لبنان. من هنا، أطلقت كلية الصحة في جامعة الجنان عام 2016 مشروع "الأسطورة" وهو مشروع طويل الأمد، متعدد الإختصاصات الذي يهدف إلى تطوير البحوث في مجال الإضطرابات الوراثية وترجمة نتائج البحوث إلى تطبيقات طبية والمساعدة على التشخيص الوراثي للأمراض المنتشرة بين اللبنانيين والمساهمة في اكتشاف المسببات الوراثية لبعض الأمراض ومساعدة العائلات المُعرضة لخطر الإصابة بالإضطرابات الوراثية عن طريق تقديم المشورة الوراثية لهم.
كما استعرض تدمري النتائج الأولية التي أطلقتها كلية الصحة العامة في جامعة الجنان والتي تبين وجود ما لا يقل عن 175 مرض وراثي لدى اللبنانيين، اضافة الى أن الكثير من تلك الأمراض تصيب الاطفال وهي صورة مغايرة لما نجده في المجتمعات الغربية التي تصيب فئة كبار السن.
وختم تدمري: "هناك تحديات ومعوّقات تحول دون وجود خدمات واستشارات وراثية بلبنان أسوةً بالدول المتقدمة في مجال العلم الوراثي، وقد بينت النتائج السابقة أن المواطنين في لبنان على استعداد كبير للوقوف على أسباب الأمراض الوراثية وخوض تجربة تشخيصها والعمل على الحد من انتشارها".
Follow us on