نظمت رابطة الطلاب المسلمين بالتعاون مع قسم الأنشطة في جامعة الجنان محاضرة بعنوان "المواد المسرطنة، آثارها ونتائجها على الصحة" بحضور نائب الرئيس للشؤون الادارية الدكتورة عائشة يكن وعمداء الكليات واداريين وطلاب ومهتمين.
افتتح المحاضرة الطالب في كلية الصحة العامة أحمد ياسين قائلا: "يمكن تعريف الصحّة بأنّها حالة من اكتمال السلامة البدنيّة والعقليّة والاجتماعيّة والرفاهيّة، والّتي تتمثّل في الحفاظ على الجسم قدر المستطاع باتّباع النصائح والتدابير الوقائية اليومية للتقليل من احتماليّة إصابته بالأمراض، وللصحّة دور مهم في الشعور بالسعادة، فهناك العديد من الأشخاص ممّن يعانون من الأمراض الّتي تفقدهم الشعور بالراحة أو الاستمتاع بالحياة خاصة وأننا نشهد يوما بعد يوم انتشار أمراض قاتلة يجب اكتشافها مبكرا للقضاء عليها قبل فوات الأوان ومن أهم هذه الأمراض "السرطان".
بداية، تحدث الأستاذ المحاضر في قسم الدراسات الإسلامية في الجامعة الدكتور ماجد درويش عن الصحة في الاسلام متناولا الجانب الجسدي والروحي والبيئي مستشهدا بالأحاديث النبوية قائلا: "نجد الاهتمام بصحة الفرد في تقرير النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال "ولجسدك عليك حقا ولنفسك عليك حقا". وأضاف: "ان التقصير في رعاية النفس والبدن يعرض الانسان للعقوبة لذلك من جنى على نفسه بأية جناية يعاقب يوم القيامة من الله سبحانه. فمن صحة البدن أن لا نرهقه بالأعمال التي لا يطيقها، وأن لا نعرض بدننا للتلف بشرب المسكرات وتناول ما يضره من مخدرات وغيرها بالاضافة الى النظافة واللياقة من خلال ممارسة الرياضة ومراعاة الجوانب الصحية في تقديم الطعام". وختم الدرويش: "يكفي أن نذكر بأن أول باب يذكر في كتب الفقه كافة هو باب "الطهارة" أي النظافة من النجاسة الحسية والمعنوية، لنعلم كم أولى الاسلام الاهتمام الكبير للصحة العامة".
ثم شرح الدكتور سامي زريقة الأستاذ المحاضر في كلية الصحة العامة حول الخلايا الموجودة في جسم الانسان وانقسامها وكيفية تجددها بالاضافة الى أنواع المواد المسرطنة كالمواد الكيميائية التي تستخدم في المناجم والعمار والمواد الاشعاعية والتدخين ودخان المصانع وأنواع الطعام التي تؤثر سلبا على الخلايا والجينات. كما شرح ثأثير هذه المواد وتطورها بالاضافة الى الفرق بين السرطان الحميد والخبيث والتوازن بين الجينات المسرطنة والجينات الكابحة للورم.
عميد كلية الصحة العامة في الجامعة الدكتورغازي تدمري تناول في محاضرته موضوع "علاقة المواد المسرطنة بالأمراض الوراثية والجينية". وقد أكد تدمري أن الخلل في الخلية التي تتحكم بحدوث الورم السرطاني قد تكون وراثية أو مكتسبة عبر الزمن، وهناك نوع محدد من الطفرات أو الجينات المختلة تستطيع أن تزيد خطر الاصابة بمرض السرطان، وهناك مواد غذائية تعمل على حماية الحمض النووي من الخلل، كما أن النشاطات الجسمية والتحكم بالوزن والحمية الغذائية تؤخر أو تحمي من تطور مرض السرطان عند الاشخاص المعرّضين لمثل هذه الحالة الوراثية، والتفاعلات العديدة التي تحدث ما بين الحمية الغذائية والعوامل الجينية الوراثية هامة جداً. كما تحدث عن أنواع المأكولات التي نتاولها ومدى تأثيرها على خلايانا وبالتالي على صحتنا.
الدكتور ثائرعلوان الأستاذ المحاضر في كلية الصحة العامة تناول التدخين وأضراره على صحة الانسان حيث شرح الفرق بين التدخين المباشر وغير المباشر وتأثير كل منهما على الجهاز الهضمي والتنفسي والأمراض السرطانية الناجمة عن التدخين كسرطان الرئة والرحم والثدي. وقد أشار الى دراسة أجريت عام 2014 حول مقاهي لبنان أكدت أن 25 % من رواد هذه المقاهي دون 18 سنة و 50% من هؤلاء يتعاطون الأرجيلة مما يؤكد ذلك أن نسبة المواليد عام 2025 سوف يولدون مصابين بسرطان الرئة بسبب تعرض نسبة كبيرة من النساء للدخان المباشر أو غير المباشر.
الأستاذة اسراء سلمى تحدثت فيها عن كيفية اخراج السموم من الجسم عن طريق الماء، حيث أكدت أن وضع بعض أنواع الخضار والفاكهة في المياه وشربها يوميا كالتوت والنعناع والليمون والرمان وغيرها له دور في قتل البكتيريا المتراكمة في الجسم والتي قد تؤدي الى مرض السرطان. كما شرحت المكونات الغذائية التي تحتويها هذه الأنواع بالاضافة الى أنواع المأكولات الصحية التي يجب تناولها وطريقة تقسيم الوجبات بما يسهل عمل الأجهزة في جسم الانسان.

وختمت المحاضرة بأسئلة ومشاركات من الحضور حيث تحدثت نائب رئيس الجامعة الدكتورة عائشة يكن مبدية إعجابها بالندوة التي أعتبرت من أنجح الأنشطة لهاذا العام وتوقفت على المتابعة والحضور الكثيف للطلاب مما يدل على مدى إهتمامهم بالاستماع لأساتذتهم الذين قدموا الشروحات الوافية، كما ذكرت "يكن" في كلمتها أن جامعة الجنان، من أولى المؤسسات الجامعية التي أعلنت حرمها "حرماً خالياً من التدخين".

Follow us on