نظّم معهد العلوم السياسية وقسم حقوق الإنسان في جامعة الجنان ندوة بعنوان "أوضاع المفقودين غداة الحرب اللبنانية"، شارك فيها سماحة القاضي الشيخ غالب الأيوبي، الأستاذ المحامي جورج طربيه، الأستاذة كارينا سفنفلت (نائب منسق برنامج الحماية بملف المفقودين في اللجنة الدولية للصليب الأحمر في لبنان)، والأستاذة روبينا طهمازيان (موظفة ميدانية مسؤولة عن مشروع دعم عائلات الأشخاص المفقودين في اللجنة الدولية للصليب الأحمر في لبنان).

بداية ترحيب بالحضور من الدكتور مازن شندب حيث تحدّث عن مأساة الحرب الأهلية ومأساة المفقود ومصيره وأوضاعه ومعاناة عائلته، مؤكداً أن الحروب والنزاعات المسلحة تترك آثاراً تستمر لسنين وسنين، وكأنها جريمة مستمرة مادياً ومعنوياً.

أما الأستاذة كارينا سفنفلت، فتحدّثت عن عمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر في ملف المفقودين خلال النزاعات وآليات الكشف عن المفقودين ومصيرهم، والالتزامات القانونية تجاهها، وفي لبنان يوجد حسب "سفنفلت" مفقودين من جميع الأطراف والمناطق اللبنانية والأعمار، وفي اللجنة الدولية يعملون لجمع المعلومات عن المفقودين وتحديات عدم وجود لوائح بعددهم وعدم وجود آلية تطبيق وإقرار قانون لهم، كما تقف اللجنة الدولية للصليب الأحمر في لبنان إلى جانب أهالي المفقودين والعمل مع السلطة اللبنانية للكشف عن مصير أبنائهم وحقوقهم.
أما سماحة القاضي الشيخ غالب الأيوبي فتحدّث عن حالة المفقود من الناحية الشرعية، بداية مع مفهوم الفقدان وتعريفه فقهاً وقانوناً، ورأي المذاهب الإسلامية بذلك، وعدة زوجة المفقود وحكم التفريق، والأحكام المتعلقة بإرثه وأثر ظهور المفقود حياً بعد الحكم بوفاته.
ومن الناحية القانونية تحدّث المحامي جورج طربيه عن مفهوم الفقدان وشروط تحققه وأسبابه الواقعية، والنتائج القانونية الناجمة عن الفقدان، كما تحدّث طربيه عن الإجراءات القانونية الواجب اتباعها لإثبات حالة الفقدان ومصير تركة المفقود بحال عدم معرفة ورثته بوفاته.
أما الأستاذة روبينا طهمازيان، فتحدّثت عن الأثر النفسي والاجتماعي وما يتركه الاختفاء من معاناة لدى أهل المفقود، وهنا عمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر للتعرّف على العائلات ومعرفة حالاتهم النفسية والاجتماعية وشعورهم بالذنب، والمشاكل العائلية التي يعيشونها، والعمل معهم لعدم فقدان الأمل.

ختمت الندوة بمداخلات للحضور.
Follow us on