ضمن فعاليّات معرض الكتاب السنويّ الحادي والخمسين الذي تنظّمه الرابطة الثقافيّة في طرابلس، وقّعت الدكتورة وداد الأيوبي كتابها الجديد بعنوان: "الرواية العربيّة وعلاقتها بالمجتمع"، في جناح جامعة الجنان، وسط حضور نوعيّ من الكتّاب والباحثين والمهتمّين بالفنّ الروائيّ العربيّ.
ينطلق الكتاب من رؤية نقديّة معمّقة تسلّط الضوء على العلاقة العضويّة التي تربط الرواية بالمجتمع، باعتبارها تعبيراً وجدانيّاً يعكس التحوّلات النفسيّة والاجتماعيّة والأخلاقيّة التي يعيشها الكاتب والبيئة المحيطة معاً. وتستعرض المؤلّفة أبرز خصائص الفنّ الروائيّ، مركّزةً على الدور البنيويّ للرواية في صياغة الوعي وفهم التحوّلات المجتمعيّة.
وفي كلمتها خلال حفل التوقيع، أوضحت الدكتورة الأيوبي أنّ هذا العمل يسعى إلى أن يكون مرجعاً متكاملاً يُبرز الهويّة الثقافيّة للرّواية العربيّة، ويؤكّد مكانتها في التعبير عن قضايا المجتمع والتاريخ والتحوّل، مشيرةً إلى أنّ الرواية تمتلك قدرة فريدة على ريّ عطش القارئ إلى فهم ذاته ومحيطه في آنٍ معاً.
ويتناول الكتاب عدّة محاور أساسيّة، تبدأ بتأصيلٍ لغويّ وأدبيّ لمفهوم "الرواية"، وتستعرض تفاعلها مع الفنّ السينمائيّ، ودورها في تقديم الواقع بمختلف تجلّياته. كما يضيء على الرّواية الريفيّة من منظور رومنسيّ وواقعيّ واشتراكيّ ورمزيّ، فضلاً عن مقاربة تجلّيات القوميّة العربيّة من خلال عدسة الرواية، لاسيّما في قضايا مثل النكسة، والقضيّة الفلسطينيّة، والانقسامات الطائفيّة في لبنان.
وفي ختام توقيع الكتاب، أكّدت الأيوبي أنّ الرواية، كما الشعر، تشكّل شرياناً إبداعيّاً حيّاً يربط الأدب بالواقع، ويُسهم في بناء وعي جماعيّ يعكس نبض الناس وتحوّلات مجتمعاتهم.
ويُعدّ الكتاب إضافةً نوعيّة إلى المكتبة النقديّة العربيّة، تسعى من خلاله المؤلّفة إلى ترسيخ فهم أعمق لموقع الرواية في المشهد الثقافيّ، وتعزيز دورها كأداة فاعلة في قراءة المجتمع وتفاعلاته المتغيّرة.
Follow us on