نظمت كلية التربية في جامعة الجنان ندوة علمية حول "التكنولوجيا والمجتمع"، بحضور رئيس اتحاد بلديات الفيحاء نادر غزال والنائب السابق مصباح الأحدب بالإضافة إلى شخصيات سياسية واجتماعية وتربوية ومهتمين.
افتتح الندوة ضيف الشرف نقيب المهندسين في الشمال المهندس ماريوس البعيني تحدّث فيها عن تأثير التكنولوجيا على حياتنا ومجتمعاتنا قائلاً: "إنّ تأثير التكنولوجيا علينا وعلى مجتمعاتنا غير محدود ويتعدّى حدود المؤسسات والموارد الثقافية، ليطال كافة القطاعات والعادات والتراث والتقاليد الاجتماعية"، مؤكداً أن المجتمعات لم تستثمر هذا التطور وهذه الثورة التكنولوجية، وبعضها أساء استخدامها، فبرزت مجموعة من المشاكل التي مسّت صميم بنية تلك المجتمعات. ولا شكّ أنّ تأثير التكنولوجيا مثل تأثير أي شيء في الحياة ينقسم إلى شقيّن إيجابي وسلبي، ومن المؤكد أن نتيجة استخدامه يعود على الشخص نفسه بما يتجاوب معه، فإذا استخدمه بطريقة صحيحة انعكست النتيجة عليه بطريقة إيجابية والعكس صحيح.
أما رئيس اللجنة العلمية في نقابة المهندسين الدكتور باسم بخاش تحدّث عن كيف غيّرت التكنولوجيا الحديثة والاتصالات حياتنا، مؤكداً أنها السبب الأبرز وراء العولمة ، مغيّرة بذلك كافة القطاعات: من التجارة، الصناعة، الزراعة، التعليم، الطب، النقل والمواصلات، الإعلام، التربية اللغة والرياضة، وكيف سهّلت التكنولوجيا التعلّم والحصول على المعلومة، بالإضافة إلى الجرائم المرتكبة في هذا المجال، عارضاً لآخر ما توصلت له التكنولوجيا في عالمنا وكيف سهّلت أمور حياتنا، ومستقبلنا معها.
كذلك عميد كلية التربية في الجامعة الدكتور أحمد العلمي فتحدّث عن التكنولوجيا والأمن الاجتماعي قائلاً: "ثورة التكنولوجيا وعولمتها كأية حالة حضارية لها مؤيدوها وخصومها، المؤيدون ذهبوا إلى حدّ بعيد إلى حدّ الذوبان، والخصوم إلى حدّ المحاربة والقطيعة والانغلاق، ونحن نتحفظ على كلا التوجهين انطلاقاً من قناعة أن هناك توجه ثالث ترى فيه واقعية وفائدة لمجتمعاتنا العربية التي تئن تحت وطئة التبعية والتخلّف والتشرذم والارتهان، وعدم القدرة على مواكبة المتغيرات السريعة في عالمنا المعاصر".
المشاركة الثالثة كانت للمدربة في مركز البحوث والانماء في وزراة التربية الدكتورة ريما سيجري فتحدّثت عن تكنولوجيا التواصل، مساوئها وفوائدها، وتوظيفها لصالح الشعوب، ومميزات العولمة وكيف كرّست التواصل بين البشر لتحقيق أهداف مادية ومعرفية لكافة الناس، فأصبحت ثقافات الشعوب مكشوفة ومنتشرة بسبب العولمة الاقتصادية والثقافية والإعلامية بشكل خاص، مؤكدة أن العولمة سلاح ذو حدّين.
وفي ختام الندوة توجّهت نائب الرئيس للشؤون الإدارية الدكتورة عائشة يكن بالشكر إلى المحاضرين متمنية أن تتحوّل مجتمعاتنا من مجتمعات مستهلكة إلى مجتمعات مصدّرة للعلوم والتكنولوجيا، مقدّمة باسم الجامعة درعاً تكريمياً لنقيب المهندسين ماريوس البعيني تقديراً لجهوده ومشاركته، مثنياً بدوره على لفتة جامعة الجنان تجاهه عبر تكريمه في هذا الصرح الجامعي الهام، وفي مدينة طرابلس مدينة العيش المشترك.
Follow us on