"من محراب المعرفة واستدارة النون وتوسط النقطة أطلقت مؤسِّسَة هذا الصرح الجامعي الأستاذة الدكتورة منى حداد يكن رحمها الله مسابقة للناشئة لتعزيز تلكم المعاني السامية في نفوسهم اسمتها جماليات الخط العربي، ورحلت المؤسسة وبقي الأثر ونحن اليوم في جامعة الجنان لا زلنا في ميزان حسناتها ننهج علماً ينتفع به وليأخذ كلٌ بهاءً من بهاءٍ وذكراً من أثر"، هكذا استذكر رئيس مجلس الأمناء في الجامعة الأستاذ سالم يكن بانية صرح الجنان التي عملت على أن تكون اللغة العربية لغة الحس والرقة والوجدان وتناغم الألوان.
كلام يكن جاء في حفل تسليم "جائزة منى حداد يكن في جماليات الخط العربي" الذي نظمته جامعة الجنان لتوزيع الجوائز على الفائزين في المسابقة التي شارك فيها طلاب من مختلف الجامعات اللبنانية بحضور رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور بسام بركة ونائب الرئيس للشؤون الإدارية الدكتورة عائشة يكن وعميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية الدكتور هاشم الأيوبي ولجنة تحكيم المسابقة وعمداء الكليات والطلاب.
وأضاف يكن في كلمته: "لقد تشرفنا اليوم في جامعة الجنان بلقاء وجوه تشاركت الإيمان بما آمنا به لترتقي بنا بارتقاء لغتها ولتبقي لغتنا العربية لغة القرآن الكريم منارة هداية ومساحة تلاقي وتراث حضارة لأمة تحمل النماء والأمن والسلام كما أنها لم تقصر يوماً عن إيفاء العلم التجريبي حقّه بل إن العلماء المسلمين قد جاءوا باكتشافات ومساهمات للبشرية جمعاء بهذه اللغة الكريمة الفريدة التي كان الغرب ينهل من معينها في جامعات القاهرة ودمشق وبغداد والأندلس قبل أن توجد أي لغة أخرى للعلم على امتداد العالم سوى بعض شذرات من يونانية ورومانية وإغريقية".
أما رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور بسام بركة فتحدث عن اللغة من حيث الكتابة والشفاهة باعتبارهما نظامان مستقلان فالكتابة هي نظام تسجيل وتثبيت خارج زمان ما قيل، وقد استطاع العرب والمسلمين أن يجعلوا من الكتابة فنّا جماليا ينظر إليه بحد ذاته وليس لما يدل عليه.
كما تطرق "بركة" إلى ميزة الخط العربي عن غيره من الخطوط وقال: "هناك شعوب أخرى كالفرنسيين والصينيين وغيرها، حاولت أن تجمل خطوطها باللجوء إلى خطاطين ولكن كتابتهم لم تصبح فنا خاصة من الناحية الجمالية حيث استطاع العرب أن يجعلوا من الكتابة فعلاً فنياً مجرداً تماما". وأكد "بركة" على أن كل من يخطط فهو يقوم بعملية عبادة والدليل أن التخطيط كان بداية في كتابة المصاحف.
كلمة لجنة التحكيم المؤلفة من الدكتور جمال نجا والدكتور محمد علي غالب والدكتور فضل زيادة والأستاذ جوزيف حداد والأستاذ نضال ابراهيم آغا ألقاها الدكتور نجا وتحدث فيها عن فخره بمشاركته سنويا بهذا اللقاء الذي أصبح سمة تطبع جامعة الجنان بطابع فني مميز يجمع الإحساس بالشغف وقل: "من ذاق طعم الخط جافت عيناه النوم وهو منكب على الأعمال الخطية ولكن ليس أي خط إنما الخط العربي الذي دوّن في القرآن الكريم بحرفه وحفظ في صدور المؤمنين وفي سطور المصاحف".
وأضاف "نجا": إنه لفخر أن يمتلك الإنسان نعمة الموهبة المدعمة بعلم الكتابة فالقواعد الخطية هي من العلوم الهندسية التي عكس بها المسلمون نظرتهم وفلسفتهم وأفكارهم فجردوا الحرف وجردوا الزخرفة فبهر الغرب بالأرابيسك العربي والخطوط العربية التي زينوا بها ملابسهم وكنائسهم".
أما عن الأعمال الخطية لهذه السنة فلاحظ "نجا" طغيان الخطوط اللينة على اليابسة حيث كتبت معظم اللوحات بخطوط الثلث والديواني والديواني الجلي والكوفي ما يعني أن "هناك مشروع خطاطين مميزين وأن الخط العربي ما زال موضع اهتمام أبناءنا".
قدم الحفل الطالب أحمد الزعبي وخُتم بتوزيع الجوائز والميداليات على الفائزين حيث فاز في المرتبة الأولى الطالب عبد المجيد القص وفي المرتبة الثانية الطالبة قمر غمراوي وفي المرتبة الثالثة الطالب جهاد ميقاتي.

Follow us on