شهدت جامعة الجنان حفل تخريج الدفعة الرابعة والثلاثين من طلّابها تحت شعار "دفعة الإرادة والأمل"، في احتفالٍ رسميّ أُقيم في معرض رشيد كرامي الدوليّ، بحضور رئيس مجلس أمناء الجامعة، الدكتور سالم فتحي يكن، وحشدٍ من الشخصيّات السياسيّة، والأكاديميّة، والإعلاميّة، والاجتماعيّة، إلى جانب أهالي الخرّيجين وأصدقائهم.
استُهلّ الحفل بدخول المواكب الرسميّة التي ضمّت أعضاء مجلس الأمناء، ومجلس الجامعة، والهيئة التعليميّة، فالخرّيجين والخرّيجات. تلت ذلك تلاوة مباركة من القرآن الكريم قدّمها شيخ قرّاء القلمون والكورة والبترون، الدكتور الشيخ زياد الحج، ثم النشيد الوطني اللبنانيّ ونشيد الجامعة.
قدّم فقرات الحفل نائب نقيب محرّري الصحافة اللبنانيّة، وخريج كلّيّة الإعلام في جامعة الجنان، الصحافيّ غسّان ريفي، الذي عبّر عن فخره بانتمائه إلى "الجنان"، مؤكّدًا دور الجامعة في إعداد جيل من الإعلاميّين والأكاديميّين المتميّزين، مشدّدًا على أنّ "الجنان كانت وستبقى منارةً للعلم، وشاهدةً على قصص نجاح أبنائها".
بدوره، افتتح رئيس مجلس الأمناء، الدكتور سالم فتحي يكن، كلمته بعباراتٍ حملت عمق الرسالة وصدق الانتماء، مؤكّدًا على أنّ جامعة الجنان، ومنذ انطلاقتها، لم تكن مجرّد مؤسّسة تعليميّة تقليديّة، بل مشروعًا حضاريًّا رساليًّا هدفه بناء الإنسان علمًا، وفكرًا، وأخلاقًا. ولفت إلى أنّ الجامعة تجمع بين الأصالة والانفتاح، وتُواكب في الوقت ذاته التطوّر التكنولوجيّ والتحوّل الرقميّ، وتسعى بثبات إلى تحقيق تصنيفات أكاديميّة عالميّة وفتح اختصاصات جديدة تُلبّي حاجات السوق المحلّيّ والإقليميّ.
وتوجّه الدكتور يكن بتحيّة تقدير واعتزاز إلى الخرّيجين وأهاليهم، معتبرًا أنّ هذا اليوم لا يُمثّل تتويجًا لمسيرة علميّة فحسب، بل انطلاقةً لمسؤوليّات أعمق تجاه المجتمع والوطن، داعيًا إلى الجمع بين القيم والمِهنيّة في زمن تتسارع فيه التقنيّات وتُختبر فيه الضمائر. واختتم برسالة وفاء دعا فيها الخرّيجين إلى أن يكونوا سفراء لجامعتهم في كلّ الميادين.
من جانبها، ألقت الإعلاميّة هناء حمزة، الحائزة على جائزة Publisher Excellence Awards – 2025، كلمة جمعيّة الخرّيجين، استعرضت فيها مسيرتها التي انطلقت من جامعة الجنان، مشيرةً إلى أنّها أتاحت لها تحقيق حلم الطفولة بدراسة الإعلام في وقتٍ لم يكن فيه هذا التخصّص متاحًا في شمال لبنان. وقدّمت في كلمتها نصائح ملهمة، دعت من خلالها الخرّيجين إلى احتضان المستقبل بثقة، قائلةً: "أنتم خرّيجو زمن الذكاء الاصطناعيّ، لا تخافوا منه… بل تعلّموا استخدامه بذكاء. الإعلام تغيّر، لكنّ الأخلاق المهنيّة تبقى أساس المهنة". وختمت برسالة تحفيزيّة: "لا تنتظروا الفرصة، اصنعوها. ولا تخافوا من الفشل، لأنّه مرحلة. أنتم دفعة فتحت الطريق، دفعة إرادة وأمل".
ثمّ ألقت الطالبة منال قرة كلمة الخرّيجين، عبّرت فيها عن مشاعر الامتنان والفخر، وحيّت جامعة الجنان بقولها: "في قاعات الجنان كبرنا، وتعلّمنا ألّا نخشى السؤال. كانت لنا وطنًا صغيرًا تتلاقى فيه الهمم وتُبنى فيه الذات". وأضافت: "كلّ الأحلام تتحقّق بالسعي والإيمان. لا تتخلّوا عن أحلامكم، فأنتم لم تُخلقوا عبثًا، بل من أجل الخير والتغيير. فلنكن أوفياء لجامعتنا... ولنُباهي بها وتُباهي بنا".
وعقب الكلمات، قدّم مدير الشؤون الإعلامية الأستاذ محمد العرب إلى رئيس جامعة الجنان أسماء الطلّاب الذين استوفوا جميع متطلبات التخرج لمراحل البكالوريوس والماجستير والدكتوراة، تالياً قرار مجلس الجامعة منح هؤلاء الطلاب الدرجات العلمية التي يستحقونها حسب تخصصاتهم.
وجرى توزيع الشهادات على الخرّيجين والخرّيجات، ثمّ أدّى الطالب معتصم عكاري قسم التخرّج، فردّده زملاؤه بصوتٍ واحد، مجدّدين العهد على حمل الأمانة العلميّة والأخلاقيّة في مسيرتهم القادمة.
Follow us on