
في إطار التزامها بمواكبة القضايا البحثيّة والتحوّلات التكنولوجيّة الحديثة، أطلقت جامعة الجنان – فرع طرابلس، أعمال ندوة علميّة بعنوان: "دور وتأثير الذكاء الاصطناعيّ في الجامعات اللبنانيّة"، بحضور نخبة من الأكاديميّين والخبراء والمتخصّصين، ومشاركة ممثّلين عن مؤسّسات التعليم العالي في لبنان.
استُهلّت الندوة بالنشيد الوطنيّ ونشيد الجامعة، فكلمة عريف المؤتمر، الأستاذ الدكتور رامز الطنبور، الذي أشار إلى "أنّ الذكاء الاصطناعيّ لم يعُد مجرّد فكرة مستقبليّة، بل أصبح واقعاً ملموساً يستدعي إعادة نظر جادّة في مفاهيم التعليم والبحث"، داعياً "إلى نقاش وطنيّ مسؤول حول الفرص والتحدّيات المرتبطة به في البيئة الجامعيّة".
وفي كلمته، شدّد رئيس مجلس أمناء جامعة الجنان، الدكتور سالم فتحي يكن، خلال الجلسة الافتتاحيّة، على "أنّ الذكاء الاصطناعيّ يمكن أن يُشكّل فرصة حقيقيّة لتجاوز الجمود في التعليم العالي، إذا ما تمّ توظيفه ضمن ضوابط أخلاقيّة ورؤية تربويّة واضحة، مؤكّداً في الوقت نفسه خطورة تغييب البُعد الإنسانيّ عن العمليّة الأكاديميّة".
من جهته، ألقى الأستاذ الدكتور بيار جدعون كلمة باسم راعي الندوة، مدير عام التعليم العالي، الأستاذ الدكتور مازن الخطيب، حيث ثمّن مبادرة الجامعة في تناول موضوع حيويّ يُعدّ من أولويّات التعليم عالميّاً، مشيراً إلى أنّ الذكاء الاصطناعيّ لم يعُد ترفاً معرفيّاً، بل ضرورة وطنيّة واقتصاديّة وتربويّة، وتناول في كلمته أبرز المؤشّرات العالميّة للاستثمار في هذا القطاع، والتوجّهات الحديثة في استخدام الذكاء الاصطناعيّ في التعليم، مشدّداً على ضرورة التعاون بين مؤسّسات التعليم العالي لتطوير المناهج، وتكثيف برامج التدريب، ونشر ثقافة النقد العلميّ، مع الالتزام بأعلى معايير النزاهة الأكاديميّة في مواجهة "الهلوسة الرقميّة" الناتجة عن المحتوى غير الموثوق.
ثمّ كانت كلمة لعميد كليّة إدارة الأعمال في جامعة الجنان، الدكتور رضوان الشغري، رحّب فيها بالحضور باسم رئيس الجامعة، مؤكّداً التزام الجامعة بمواكبة التطوّرات التكنولوجيّة، وسعيها إلى ترسيخ ثقافة الابتكار، وتوفير بيئة أكاديميّة محفّزة توظّف أدوات الذكاء الاصطناعيّ في خدمة الطالب والأستاذ والمؤسّسة.
محاور الندوة:
امتدّت أعمال الندوة على مدى أربع جلسات علميّة متخصّصة، ناقشت مجموعة من المحاور البارزة، وسلّطت الضوء على مجموعة من القضايا الجوهريّة المتّصلة بالتحوّلات الرقميّة في التعليم العالي، إذ تناولت كيفية توظيف الذكاء الاصطناعي في تطوير المناهج وتقييم الأداء الأكاديمي، وناقشت تحدّيات دمج أدوات التعليم الذكي في البيئة الجامعيّة، بما يشمل إدارة التعلّم والتحوّل الرقمي. كما توقّفت الجلسات عند الجوانب الأخلاقيّة المرتبطة باستخدام الخوارزميّات والبيانات الضخمة، ودور السياسات الجامعيّة في ضبط هذه العمليّات وتوجيهها. وقد عُرضت خلال الندوة نماذج تطبيقيّة من تجارب لبنانيّة ودوليّة، في إطار نقاشات حواريّة شارك فيها نخبة من الباحثين والخبراء وممثّلي المؤسّسات الرسميّة والخاصّة.
وقد شارك في تقديم الأوراق البحثيّة نخبة من المتخصّصين من جامعات: اللبنانيّة، بيروت العربيّة، المدينة، الشرق، اللبنانيّة الفرنسيّة (ULF)، وجامعة الجنان، إضافةً إلى خبراء من برنامج Erasmus وجهات دوليّة متخصّصة.
في الختام، اختُتمت الندوة بجلسة نقاشيّة موسّعة، خَلُصَت إلى جملة من التوصيات التي دعت إلى بلورة رؤية وطنيّة شاملة حول الذكاء الاصطناعيّ في التعليم، وتدريب الكوادر الجامعيّة، وتحديث المناهج بما يتلاءم مع متطلّبات الثورة الرقميّة، دون التفريط بالقيم التربويّة والإنسانيّة التي تُمثّل جوهر رسالة الجامعة.
Follow us on