
في إطار مشاركتها الفاعلة في معرض الكتاب السنويّ الحادي والخمسين الذي تنظّمه الرابطة الثقافيّة في طرابلس، احتضن جناح جامعة الجنان توقيع كتاب جديد للدكتور ماجد الدرويش بعنوان: "عاشوراء بين الأصل الشرعيّ والمأساة التاريخيّة: قراءة في حادثة الطفّ"، وذلك بحضور نخبة من المهتمّين بالشأنين الدينيّ والتاريخيّ، وعدد من الباحثين والمثقّفين.
يتناول الكتاب، الصادر حديثاً، واقعة استشهاد الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما وآل بيته في يوم عاشوراء من عام 61هـ، مقدّماً قراءة علميّة متّزنة توازن بين الرؤية الشرعيّة المنضبطة والتحليل التاريخيّ العميق لملابسات الحدث وسياقاته.
وقد أكّد الدكتور الدرويش في مقدّمة مؤلّفه ضرورة التعامل مع الحوادث التاريخيّة وفق منهج ثلاثيّ يرتكز على التثبّت أوّلًا، ثم فهم الأسباب، فموازنة النتائج ضمن ظروفها الزمنيّة والسياقيّة، محذّراً من إسقاطات الحاضر على الماضي، وما تخلّفه من أحكام جائرة وتأويلات مضلّلة.
ويخصّص المؤلّف فصلًا مهمّاً لتصحيح المفاهيم المرتبطة بيوم عاشوراء، مبيّناً الأصل الشرعيّ في صيامه كما ورد عن النبيّ صلى الله عليه وسلّم، ونافياً الربط الخاطئ بين هذه العبادة وبين الفرح بمقتل الحسين رضي الله عنه، واصفاً هذا القول بـ ";المزاعم الفارغة التي تُستثمر في سياقات خارجة عن أهداف الشريعة".
وفي تصريح بالمناسبة، أشار الدكتور الدرويش إلى أنّ كتابه يمثّل محاولة لفهم التاريخ بميزان العلم والعدل، لا بالعاطفة والانفعال أو الموروثات المتضاربة، مؤكدًا أنّ الهدف هو تقديم طرح منصف يسهم في حماية الوعي العام من الاستغلال الطائفيّ والانقسام المفتعل.
وقد حاز الكتاب اهتمامًا لافتاً من جمهور المعرض، الذين رأوا فيه إضافة نوعيّة إلى المكتبة العربيّة، ومقاربة جادّة تسعى إلى إحياء الوعي الدينيّ والتاريخيّ من منظور أكاديميّ متجذّر في مصادر المعرفة الأصيلة.
Follow us on