ضمن سلسلة الأنشطة التوعوية التي تقيمها جامعة الجنان والتي تعنى بالمسؤولية المجتمعية وإرشاد الطلاب الجامعيين وضمن توجهات كلية التربية في الجامعة، نظمت الكلية محاضرة ألقاها رئيس مكتب مكافحة المخدرات لقوى الأمن الداخلي في الشمال العقيد فواز محفوض بعنوان: "مخاطر المخدرات على المجتمع وسبل الوقاية منها" بحضور عميد كلية التربية الدكتور أحمد العلمي ونائب الرئيس للشؤون الادارية الدكتورة عائشة يكن وأساتذة وطلاب ولفيف من المهتمين.
افتتح المحاضرة الدكتور أحمد العلمي قائلا: "لقد أصبحت آفة المخدرات في عصرنا الحالي وباءً عالمياً، أقلق الناس، مما أثر ذلك على التنمية والتطور، فأصبح العلاج ضروريا لأنها مشكلة نفسية وطبية واجتماعية وقانونية. من هنا يتوجب على مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية وأهل الاختصاص، تضافر الجهود للحد من هذه الظاهرة التي تضع شبابنا في خانة الهلاك". كما نوه بالجهود الكبيرة التي تبذلها مؤسسة الأمن في هذا الشأن، وأكد أن جامعة الجنان تسعى دوما الى إيجاد المناخ الثقافي والتوعوي لأي ظاهرة تهدد حياة المجتمع وخاصة فئة الشباب.
أما العقيد فواز محفوض فقد تحدث عن أسباب تفشي هذه الآفة التي تفاقمت مخاطرها، فتصدرت سلم المشاكل التي تواجه البشرية، حيث يذكرنا بها صباح كل يوم أنين المدمنين عليها وتنبهنا الأرقام والاحصائيات الى سرعة تفشيها وتزايد عدد ضحاياها، اذ أنها تطال مختلف المكونات الاجتماعية فقيرها وغنيها، المتعلمين والأميين، وقدرتها على الوصول الى العاملين والعاطلين عن العمل والى مرتادي الملاهي وطلاب الجامعات وتلامذة المدارس بهدف ترويجها ليلا نهارا. كما أشار الى السلوكيات الخطيرة التي تؤثر على المدمن كالسرقة والقتل والاتجار بالمواد الغير مشروعة، ذلك أن من مميزات الإدمان يوجد لدى المتعاطي رغبة شديدة أو حاجة قهرية للاستمرار في التعاطي والحصول على المادة المخدرة بأي وسيلة كانت وميل الى زيادة الجرعة.
وعدد العقيد "محفوض" أنواع المخدرات كالهيرويين والكوكايين والحشيشة والحبوب المخدرة وحبوب السعادة والكبتاغون، شارحا تأثير كل منها على الصحة وكيفية اكتشاف متعاطيها من خلال التغييرات الفسيولوجية والسلوكية، مؤكدا اأن الأسرة هي النواة الحقيقية لأي مجتمع، وأن أي خلل قد يصيبها يؤدي الى شعور الفرد بالاحباط والعزلة، مما يدفع بالفرد الى تعويض الحرمان العاطفي باللجوء الى تعاطي المواد المخدرة من هنا تنبع أهمية دور الأسرة في حماية أفرادها عن طريق تنمية الرادع الديني والأخلاقي لدى الأبناء.
أما على صعيد الاجراءات الأمنية التي تقوم بها أجهزة الدولة تحدث المحاضر عن التعاون الذي يتم بين أجهزة المخدرات في العالم خاصة الدول العربية، منوها للتنسيق الدائم والمستمر مع الأمانة العامة لمجلس الوزراء الداخلية العرب من خلال مكتبها المتخصص بشؤون المخدرات بالاضافة للتنسيق الحاصل مع باقي الدول من خلال أجهزتها ومكتب الانتربول مشيرا إلى أنه بالرغم من هذه الجهود والأموال الطائلة التي يتم صرفها في هذا المضمار وتطبيق الوصفة الطبية الموحدة، إلا أنه لم يتم القضاء نهائيا على هذه الآفة لذلك أكد "محفوض" الى ضرورة خفض الطلب القائم على المبدأ الذي نؤمن به جميعا "الوقاية خير من العلاج" ليمتد "الخفض"، فيشمل مساعدة متعاطي المخدرات على الخروج من هوة الإدمان والعودة الى المجتمع مواطنا صالحا، قادرا على البذل والعطاء.
أمام هذا الواقع، وجه العقيد "محفوض" اجراءات عملية قد تساهم بشكل كبير في الحد من هذه الظاهرة وخفض الطلب من خلال التوعية الأسرية والمدرسية والجامعية والمؤسسات الاعلامية، وتوفير مراكز للعلاج وتأهيل المدمنين.
وختم قائلا: "الى كل من وقع ضحية للإدمان ومد يده مستغيثا مما وقع فيه لانتشاله من مستنقع الضعف والموت أقول "عش مؤمن ولا تموت مدمن".
كما نوهت نائب الرئيس للشؤون الإدارية الدكتورة عائشة يكن للجهود التي تبذلها القوى الأمنية في هذا الشأن كما أكدت على ضرورة توعية الشباب وتحصينهم من خلال التربية الوقائية ودورالأهل وتوفير المناخ الاجتماعي المناسب الذي يليق بهم لمنع هذه الظاهرة والحد من انتشارها. كما تم تقديم درع للعقيد"محفوض" في نهاية اللقاء.
Follow us on