رعت جامعة الجنان شراكة المؤتمر الدوليً السادس للأكاديميّة الأوروبيّة للتمويل والاقتصاد الإسلاميّ (EIFE) الذي عقد في تركيا تحت عنوان: "إعادة الإعمار في الاقتصاد الإسلاميّ بين التراث والمعاصرة"، وذلك عبر كلمة on line لرئيس مجلس أمناء الجامعة د. سالم فتحي يكن ألقاها نيابة عنه مدير مركز الجنان الدوليّ للدراسات الإسلاميّة والشريعة الشيخ الدكتور حبيب عبد الغني.

تناول يكن في كلمته مفهوم الإعمار في الإسلام، موضحًا أنّ الله تعالى استخلف الإنسان في الأرض ليعمّرها بالخير والنماء، ويقيم فيها العدل والتوازن بين المادة والروح، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها﴾.

وأشار إلى أنّ الإعمار في المفهوم الإسلاميّ لا يقتصر على بناء الحجر، بل يمتدّ إلى بناء الإنسان والعقل والقيم، فـ"ما الدنيا إلّا مزرعة الآخرة"، كما قال.

كما عرض يكن مقاصد الشريعة الإسلاميّة الثلاثة كما ذكرها الإمام الراغب الأصفهاني: العبادة، والخلافة، وعمارة الأرض، مؤكّدًا أنّ تحقيق هذه المقاصد هو السبيل إلى نهضة الأمّة واستعادة عزّتها ومكانتها الحضاريّة.

وفي سياق حديثه عن الواقع المعاصر، استعرض يكن التحدّيات التي واجهت الأمة الإسلاميّة، وآخرها ما حصل في غزة في احدى اعظم اللطخات السوداء في تاريخ البشريّة داعيًا إلى استعادة ميثاق الجسد الإنسانيّ الواحد، وعلى رأسها القضيّة الجامعة قضية فلسطين واختطاف بيت المقدس ثم اجتماعها على قاعدة القيم...

ثم تناول يكن أيضًا أبرز الجهات الداعمة للإعمار في عالمنا الإسلاميّ، لتفعيلها وتوسيع عملها ومنها:

منظمة التعاون الإسلاميّ ودورها المنتظر في تنسيق الجهود الإغاثيّة.

الأوقاف الإسلاميّة كمورد ماليّ تنمويّ مستدام.

دور التمويل الإسلاميّ والمصارف الشرعيّة في مشاريع البنية التحتيّة.

توجيه الزكاة والصدقات لدعم مشاريع الإعمار ذات النفع العام.

تعزيز التكافل الاجتماعيّ والتعاون بين الدول والمؤسسات الإسلاميّة.

وختم كلمته بالتأكيد على أنّ الإسلام بمنظومته المتكاملة يمتلك رؤية شاملة لإعادة الإعمار الماديّ والروحيّ معًا، داعيًا إلى جعل هذه المفاهيم الأصيلة منطلقًا لنهضة جديدة تعيد للأمة عزّتها ومكانتها بين الأمم، سائلًا الله تعالى أن يبارك الجهود، ويسدّد الخطى لما فيه خير البلاد والعباد. وكان قد وجّه في مستهلّ كلمته، تحيّة من إدارات الجامعة ومكوّناتها إلى منظّمي المؤتمر على الجهود في إعداد وإطلاق هذا المؤتمر الدوليّ الهام وهذا الحدث العلميّ المميّز.