استضافت جامعة الجنان في حرمها الرئيسي، المسابقة الشمالية الثانية لبرنامج Genius MAP، تحت شعار الشمال نبض الأبطال، الذي رعته وزيرة الدولة لشؤون التمكين الاقتصادي للنساء والشباب فيوليت خير الله الصفدي. حيث شارك في المسابقة 650 تلميذاً من مؤسّسات تربوية شمالية وجرت المسابقة بإدارة المربي الأستاذ عبد الله غية، رئيس بلدية تكريت، في حضور فعاليات تربوية واجتماعية وسياسية. لقد جرت المسابقة في القاعات الرياضية المغلقة في الجامعة في جو من الحماس والفرح.





وأبرز ما قاله مدير المسابقة عبد الله غية، أن الطلاب المشاركون خضعوا في المسابقة لامتحانات داخلية في مراكزهم ثم انتقلوا الى مرحلة التصفيات الشمالية. ومن هذه الامتحانات سينتقل الفائزون الى المسابقة الاكبر في بيروت ومنها الى المسابقة العالمية.



وقد أقيم الحفل الختامي وتوزيع الجوائز على مسرح الجامعة، بحضور حشد كبير من مدراء الثانويات وأهالي الطلاب.



بدأ الحفل بكلمة لرئيس مجلس الأمناء الدكتور سالم فتحي يكن، متوجهاً إلى جميع الحاضرين بكلمات المحبة والتقدير، مثنياً على هذا الحدث الهام الذي يقام في رحاب مدينة العلم والعلماء في جامعة المعرفة والكلمة الخالدة (نون والقلم)، معتبراً أن الحساب الذهني هو القيام بالعمليات الحسابية باستخدام الدماغ البشري فقط، بدون أي مساعدة من الآلات الحاسبة أو الحواسيب.



وأضاف د. يكن: يفترض العديد من الناس أن الحساب الذهني هو مجرد وسيلةٍ لتحسين السرعة والدقة والمقدرة على حد سواء، في إجراء العمليات الحسابية العقلية، فعلى سبيل المثال، جمع الأرقام من عشر خانات في ثوانٍ قليلة هو أمر استثنائي، وقدرة غير مألوفة خصوصا الناشئة، وهو بحد ذاته إنجاز مذهل، ولكن الأهمية الكبرى تكمن في عملية تطوير جوانب متعددة من القدرات التي تقبل التطور إلى حد غير متناه، وتغدو نتيجة طبيعية لتطوير مبكر لأمور أكثر تعقيداً مثل: التركيز، الملاحظة، التصور، التخيل، الإستماع والتذكر.

كما توجه د. يكن، إلى الشركاء من Genius MAP من مدربين قائلاً: أتذكر المعداد جيداً، وأنا أراه على الأرفف في كل صف بأحجام مختلفة، يشد ناظري بكراته الملونة الزاهية، عندما كنت صغيرا أتنقل بين تلك الصفوف متعلماً أو مستكشفاً لاهياً في مدرسة جنة الأطفال، التي أسّستها بانية هذا الصرح الذي أصبح مجمعاً علمياً المتكاملا بأطره الأكاديمية والبحثية والتدريبية، عنيت بها البروفسورة منى حداد يكن رحمها الله.



كما استحضر د. يكن الذاكرة، حين كان يرى كيف أن الحساب الذهني السريع يستنبت اليوم كحبة أنتجت سبع سنابل، حملت كل واحدة مئة حبة، في هذا المكان الذي عرف المعداد، ليخرّج القادة والمعلمين والباحثين والمفكرين، شرقا وغربا، لقد كانت مؤسّسات الجنان نتيجة حساب ذهني سريع في لحظة من لحظات العام ١٩٦٣، لنستعرض معاً اليوم هنا واحدة من عدد لا متناه من نتائجها، وستبقى الجنان ثانوية ومعهد وجامعة، معداد ذلك الفاضلة وشاهداً على حسابها، وإنا عليه لأمناء أوفياء.



وأضاف: ها نحن اليوم نحتضن في جامعة الجنان المسابقة الثانية، حيث ينتظم فيها ٦٥٠ لامعاً من العباقرة والموهوبين والاستثنائيين، ممن يفخر بهم وطننا لبنان، فالشمال اليوم بهذا الجمع المتألق، بقلب الجنان ينبض أبطالاً ونحن على ثقة أنهم سيحصدون مئات الجوائز في تحد عالمي فريد.

وختم بالقول: تماشياً مع رسالة الجامعة بتشجيع العلم و الابداع و مواكبة العصر والتطور العلمي والمعرفي وبهدف النهوض ببلدنا الحبيب، قررت جامعة الجنان تقديم منحاً خاصة برئيس مجلس إدارة شركة Genius MAP الدكتور هادي حمزة ومنحاً للمدارس المشاركة في المسابقة.



ثم كانت كلمة راعية المسابقة معالي وزير الدولة لشؤون التمكين الاقتصادي للنساء والشباب، السيدة فيوليت خير الله الصفدي ألقاها د. مصطفى الحلوة، أبرز ما جاء فيها: بضعُ مئاتٍ من الأطفال والأحداث، جاءوا اليوم، عبر عملية مُنافسةٍ إيجابية، بل تحدٍّ كبير،في وَقْتَ يُعاني الوطن ما يُعاني، على صُعُدٍ مُتعدّدة، جاءوا ليُبدِّدوا بعض ظلام ويُضيئوا أمامنا السبيل!. لقد جاءوا، بنيِّر فكرهم وعظيم ذكائهم، ليقولوا إن هذا الوطن ولاّدٌ عباقرةً، ولن ينقطع للعبقرية لديه نسل!.



وأضاف د. الحلوة: إننا، إذْ نُثمِّنُ عالياً البرنامج الذي نُتابع اليوم بعضاً من مشهدياته المُبدعة، عنينا Genius MAP، القائم على الطريقة اليابانية الحديثة لتطور عمل دماغ الأطفال وتنمية قدراتهم الذهنية وتحفيز الطاقة اللامحدودة لديهم، عبر استخدام الأرقام والحساب، نُقدِّر عِظم الدور الذي تقوم به الجمعية صانعةُ هذا الحدث السنوي، وبما يرقى إلى مستوى العالمية. فهذا الدور يُسهم، من موقع مؤثِّر، في ترقية عقول أبنائنا الذين نرى إليهم نصف حاضرنا وكل المستقبل. ومما يُضفي أهمية مضاعفة على هذا الدور، أن الجمعية تتعهّد الأطفال والأحداث، في سنّ مُبكِّرة، وعلى مراحل ثلاث، بدءاً من السنة الرابعة من عُمرهم وحتى السادسة عشرة، "فالعلم في الصغر كالنقش في الحجر".



وتوجه إلى المتسابقين بالقول: إن وزارة الدولة لشؤون التمكين الاقتصادي للنساء والشباب، ترى أن هذه الفعالية تندرج في إطار المهام التي تقوم بها، لجهة تمكين أجيالنا الطالعة، فالتمكين الاقتصادي لا يأخذ أبعاده الحقيقية، ما لم يكن ثمة استعدادات عقلية وفكرية لدى الشرائح المجتمعية المستهدفة بعملية التمكين. من هُنا، فإن تنمية الفكر لدى ناشئتنا والارتقاء بها هو مدخلٌ لا بديل منه كي نبلغ الأهداف المرجوة.



وختم كلامه بالشكر إلى جامعة الجنان الزاهرة التي تحتضن هذه التظاهرة الفكرية، وهي ما فتئت موئلاً للفكر مُشعّاً في فيحائنا، وعلى المستوى اللبناني.



وفي نهاية الحفل جرى توزيع الكؤوس والميداليات على الفائزين، كما وتسلّم عدد من طلاب الفائزين من ثانوية الجنان في طرابلس ومدرسة الجنان المنية المجانية الكؤوس والميداليات.