في إطار فعاليات معرض الكتاب السنويّ الحادي والخمسين الذي تنظّمه الرابطة الثقافيّة في طرابلس، شهد جناح جامعة الجنان توقيع كتاب جديد للدكتورة وصال حلبي بعنوان: "دلالات أسماء الحروب وتأثيراتها النفسيّة على الأفراد"، وذلك بحضور عدد من المثقفين والباحثين والمهتمّين بعلم النفس والاجتماع والإعلام.

يتناول الكتاب تحليلاً علميّاً لعدد من التسميات التي ارتبطت بحروب معاصرة، كـ "عناقيد الغضب"، و"حرب تمّوز"، و"عاصفة الحزم"، و"طوفان الأقصى"، مسلّطاً الضوء على رسائلها الرمزيّة وتأثيرها النفسيّ في الأفراد والمجتمعات، بما تحمله من شحنات لغويّة تشكّل الوعيّ الجمعيّ والانفعالات الجماعيّة.

وفي تصريح للدكتورة حلبي، أشارت إلى أنّ الكتاب جاء لسدّ ثغرة بحثيّة نادرة تناولت البُعد النفسيّ والاجتماعيّ لتسميات الحروب، موضحةً أنّ العمل يدمج بين المقاربة المعرفيّة والتحليل النفسيّ والسوسيولوجيّ، في انسجام مع خلفيّتها الأكاديميّة.

يضمّ الكتاب محاور عدّة، أبرزها: التباين بين الخطاب الرسميّ للحروب وواقعها الميدانيّ، دور الإعلام في تكريس الخطاب الحربيّ، الأبعاد الدينيّة في التسميات، وتحليل الأثر الجماعيّ من منظور نظريّة إميل دوركايم. كما يتناول التأثيرات النفسيّة المباشرة وغير المباشرة، ولا سيّما اضطرابات ما بعد الصدمة، مستنداً إلى دراسة ميدانيّة شملت 84 مشاركاً من الذين عايشوا الحروب اللبنانيّة، وتحليل ستّ حالات عانت آثاراً نفسيّة عميقة.

ويُعدّ الكتاب إضافة فكريّة تسعى إلى تفكيك العلاقة المركّبة بين اللغة والحرب والهويّة، داعياً إلى وعي نقديّ باستخدام المصطلح الحربيّ كأداة لصناعة التصوّرات النفسيّة والسلوكيّة في المجتمعات المتأثّرة بالنزاعات.