برعاية وزير الصحة الأستاذ وائل أبو فاعور، افتتحت جامعة الجنان والمعهد الدولي لحقوق الانسان مؤسسة رينيه كاسان - فرنسا، وبدعم من الوكالة الجامعية للفرنكوفونية والمعهد الفرنسي، الدورة التعليمية الدولية الرابعة في مجال حقوق الانسان في فندق الكومودور في بيروت بحضور سماحة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ممثلا بالشيخ مروان قصك، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ممثلا بالمونسينيور كميل مبارك، وزير البيئة محمد المشنوق ممثلا بالأستاذة نانسي خوري، ممثل عن وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي، نائب رئيس المجلس الدستوري في لبنان القاضي طارق زيادة، رئيس مجلس أمناء جامعة الجنان الأستاذ سالم فتحي يكن ممثلين عن كل من قائد الجيش العماد جان قهوجي ومدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص ومدير عام أمن الدولة اللواء جورج قرعة، مدير عام الدفاع المدني العميد ريمون خطّار ممثلا بالدكتور ايلي مبارك، سفير الجزائر في لبنان أحمد بو زيان ممثلا بالمستشار مسعود بن مرارة، سفير السودان أحمد حسن احمد محمد ممثلا بالمستشار أسامة الخليفة، سفير المغرب في لبنان علي أومليل ممثلا بنائب السفير القائم بالأعمال مصطفى بن خيي، سفير فلسطين في لبنان أشرف دبّور ممثلا بالمحامي محمد أبو شاهين، رئيس الدائرة الثقافية العراقية في لبنان الدكتور عباس الحسيني، الملحق الاعلامي في السفارة اليمنية الأستاذة مهى البريحي، نقيب المحامين في طرابلس فهد المقدم ممثلا بالأستاذ ناظم العمر، رئيسة جمعية النجاة الدكتورة ختام الحاج شحادة، رئيس جامعة القدّيس يوسف الأب د. سليم دكّاش ممثلاً بالدكتور إدمون شدياق، عميد معهد الدعوة الجامعي الدكتور عبد الناصر جبري ممثلا بالأستاذ أحمد زين، رئيس جمعية المواساة الأستاذة مي حاسبيني اضافة لممثلين عن الجمعيات الأهلية وعمداء وأساتذة من الكليات ومهتمين.

بداية، مع النشيد الوطني اللبناني والفرنسي ونشيد جامعة الجنان ومن ثم ترحيب من الدكتورة أليسار فرحات حيث تناولت أهمية الدورة واصرار جامعة الجنان على تنظيمها سنويا بهدف اعداد وتأهيل اخصائيين ومستشارين وقانونيين وباحثين في قضايا حقوق الانسان ووسائل حمايتها على مختلف الصعد مما يفسح المجال أمام طلبة هذا الاختصاص للعمل في الأجهزة الرسمية الوطنية والاقليمية والدولية وهيئات المجتمع المدني.

كلمة جامعة الجنان ألقتها نائب الرئيس الدكتورة عائشة يكن تحدثت فيها عن أهم الانتهاكات التي عاشها الانسان طوال عهود مضت حيث ذاق فيها طعم الحرمان والظلم وتحكمت به الامبراطوريات والجبابرة وحرمته من جملة حقوقه الطبيعية التي منحه اياها رب العالمين وصولا الى المأزق الذي تعيشه الانسانية اليوم من التفرقة بين البشر والتدخل الانتقائي الذي تمارسه الدول الكبرى والفقر والجهل والحرمان اللذين يوّلدون العنف اضافة للإتجار بالبشر واستغلال ضعف النساء والأطفال والمستوى المتدني الذي وصلت اليه البشرية من انحطاط الأخلاق وانعدام القيم وموت الضمير الانساني.

كما اقتبست "يكن" أثناء كلمتها من أقوال الراحلة الدكتورة منى حداد يكن قائلة: "إن السلم والتعارف، هما أساس العلاقة بين الناس، وبين الشعوب، وعليهما تقوم المدنية والحضارة. أما الحرب، فهي تعصف بكل الانجازات البشرية، وتزرع كل معاني الحقد والضغينة في النفوس".

وختمت: "ان الحاجة لحقوق الانسان تتعاظم في أوقات الحرب والنزاعات المسلحة فتبرز الحاجة الى حقوق المدنيين كالحق في الرعاية الصحية والعدالة الانتقالية ومعرفة الحقيقة وحقوق الأسرى وغيرها، كلها مواضيع ساخنة تشكل برنامج الدورة التثقيفية التي تحرص جامعة الجنان على اقامتها كل عام ايمانا منها بأن العلم والثقافة هما سلاح في وجه الظلم والتخلف".

ثم كانت كلمة للمعهد الدولي لحقوق الانسان ألقاها الأستاذ الدكتور محمد أمين الميداني قال فيها: "استذكر اليوم انطلاقة الدورة مع الرئيسة الراحلة الدكتورة منى حداد حيث رحبت بالفكرة لما لها من فائدة سواء على طلاب جامعة الجنان أو على المشاركين من اتجاهات مختلفة". كما تحدث عن برنامج الدورة في عامها الرابع الذي يتضمن الجانب النظري والتطبيقي مع اضافة عناوين جديدة عن حقوق اللاجئين والعدالة الانتقالية ومشاركة ضحايا الجرائم الدولية في المحاكم الدولية ودور المنظمات غير الحكومية في ابراز قضايا حقوق الانسان كما في تعليمها. وأضاف: "تتميز الدورة هذه السنة بمشاركات أفريقية وأوروبية وعربية مما يتيح للجميع الحصول على المعرفة وتبادل الخبرات وعقد الحوارات التي تهدف الى ضمان حقوق الانسان مع وجود الترجمة اللازمة التي تؤمنها الدورة للمشاركين".

أما الأستاذة سينتيا رعد ممثلة مكتب الشرق الأوسط للوكالة الجامعية للفرنكوفونية فقد تحدثت عن الشراكة التي تربط الوكالة بالجامعة في هذا المجال حيث أن جامعة الجنان هي جزء من الشبكة التي تتألف من أكثر من 800 جامعة في العالم. وأضافت: "نحن نحترم وندعم جميع المواضيع التي تطرحها جامعة الجنان في هذا المجال لما تضيفه من قيم وتنوع وتضامن بين الشعوب اضافة لما تمثله من قيم الفرنكوفونية ونحاول العمل بجهد في سبيل غاية نبيلة وهي بناء عالم تعتبر فيه اللغات والثقافات مصدر التسامح والسلام والتطور".

كلمة معالي وزير الصحة ألقاها مستشاره الدكتور بهيج عربيد شكر فيها جامعة الجنان على تنظيمها الدائم للأنشطة والندوات والمؤتمرات التي تعنى بحقوق الانسان. وتناول في كلمته أيضاً حق المواطن اللبناني في الحصول على الخدمات الصحية وأشار الى بعض الاحصاءات التي تشير الى النجاحات التي حققتها وزارة الصحة في السنوات الماضية معددا بعض الخدمات في مجال معالجة مرضى السرطان والأمراض المستعصية والاعاقات الجسدية والتلاسيميا وغيرها.

كما عدد خمسة عوامل تؤثر اليوم على الصحة والعدالة وهي التطور الديموغرافي الكبير في لبنان جراء الأحداث في سوريا، تعاظم الفقر والذي يندرج ضمنه فقر الدولة والشعب واللاجئين السوريين واللاجئين الفلسطينيين، تراجع المساعدات ومن ثم تطور الأحداث وتعقيداتها كالتقسيم والتفتيت والنزوح والدمار والخراب والكوارث وأخيرا الواقع الحالي في لبنان وما تشهده البلاد من انقسامات سياسية ومذهبية وظروف أمنية واقتصادية وبيئية.

وختم قائلا: "أحرزنا الكثير من التقدم في اتجاه العدالة الصحية ولكن الظروف الحالية تهدد مستقبل كامل نظامنا الصحي".

ثم وزعت الدروع على المتحدثين، وانطلقت أعمال الدورة بمحاضرة افتتاحية لنائب رئيس المجلس الدستوري في لبنان القاضي طارق زيادة.